كنا في جلسة عمل أنا و زملائي و تصرفت زميلة لنا تصرفا لم يلقى قبولا لدى زميل كان يعمل معنا فما كان منه ألا أنه قال(صحيح أن كيدهن عظيم) وتعجبت لما قاله وتساءلت هل الكيد صفة عامه للنساء؟
كثيرا ما يردد البعض و خاصة الرجال ويصف النساء بأن كيدهن عظيم و أتعجب لهؤلاء عندما يصفون النساء بهذا الوصف، والأسوأ عندما نجد بعض الرجال والنساء أيضا تتفوه ألسنتهم (ربنا اللي قال كدة.)لقد أساء الناس فهم الآيه القرآنية وأخطأوا في الأستدلال دون فهم الآيه فهما صحيحا كما وردت ضمن سياقها القرآني بل أنطبع في عقول البعض على أنها آيه قرآنيه وصف الله فيها النساء بكيدهن العظيم، ،فصرنا لا نرى أعظم من كيد النساء و لا نجد أبرع من هذا الوصف على كل ما يرونه سيئا من بعض النساء.
لذلك ينبغي العودة إلى التفاسير المعتمدة للقرآن الكريم عند أي التباس. ومن أجل ايضاح قول الله عز وجل عن النساء: (إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ)"بشكل محدد ودقيق يجب علينا الرجوع إلى الآية 28 من سورة يوسف (فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ)، حيث ندرك من السياق أن هذه الآية لم تنزل في النساء بشكل عام، بل نزلت في النسوة اللواتي كدن لسيدنا يوسف عليه السلام بشكل خاص، ونشاهد أن الله سبحانه وتعالى يخبرنا في هذه الآية عن زوج المرأة " عزيز مصر" التي كادت لسيدنا يوسف وأنه قال لزوجته: إن هذا الفعل من كيدكن أي صنيعكن، وإنه فعل عظيم.
(فلما رأى )أي العزيز أي قميص يوسف ٍ{ قُدًّ من دبر } قال مقولته تلك {إنه من كيدكن{ أي أن هذا البهت ناشىء من احتيالكن أيتها النساء ومكركن ، أي أن مكركن مما دبرتن شيءٌ عظيم
إن المعنى العام للكيد في اللغة هوالصنع والتدبير، وتعميم المعنى السلبي الخاص للكيد على النساء خطأ شائع، إذ أن الكيد ليس حكرا على جنس من دون جنس، وليس الكيد كيد كله. يقول الله تعالى
إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً , وَأَكِيدُ كَيْداً) (سورة الطارق:15-16)وبهذا لا يصح الاستدلال بالآية الكريمة على أن كيد النساء يفوق كيد سائر خلق الله.
ولا يستطيع احد ان ينكر ان المرأة تتمتع بذكاء فطرى وهبها اياه الله سبحانه وتعالى لتدافع عن اسرتها اذا احست بخطر ما يقترب منها ،وان كانت المرأة درست وتزوجت وحبت واخلصت وانجبت وربت وعملت وتحملت القلق والخوف فكيف نحاسبها عن وسائلها للدفاع عن انجازاتها؟
الأربعاء فبراير 22, 2017 5:36 am
